تصاعد الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في جورجيا وسط قمع حكومي وتصعيد دولي
تصاعد الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في جورجيا وسط قمع حكومي وتصعيد دولي
خرج الآلاف في أنحاء جورجيا، في مظاهرات للأسبوع الثاني على التوالي احتجاجًا على تهديدات رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه بـ"استئصال" ما وصفه بـ"الفاشية الليبرالية".
وشهدت تبليسي ومدن أخرى مساء الخميس، احتجاجات واسعة ردًا على تعليق محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي حتى عام 2028، وهو القرار الذي أثار موجة غضب شعبي ودولي، بحسب وكالة فرانس برس.
احتجاجات مستمرة رغم القمع
تجمع آلاف المتظاهرين أمام البرلمان في تبليسي، حاملين لافتات مناهضة للحكومة وشعارات تدعو للصمود في مواجهة القمع، ورغم تراجع أعداد المشاركين مقارنة بالأيام الماضية، أكد المتظاهرون عزمهم على الاستمرار، إذ قالت نيني تشورغوليا (19 عامًا): "سننتصر في النهاية".
ونظمت احتجاجات مماثلة في مدن مثل باتومي وكوتايسي، واعتقلت الشرطة العشرات، وسط تقارير عن استخدام مفرط للقوة، شملت إصابة مراهق بجروح خطيرة خلال قمع مظاهرة في كوتايسي.
رئيس الوزراء يصعّد التوتر
أكد كوباخيدزه أن حكومته ماضية في "استئصال الفاشية الليبرالية"، مكررًا خطابًا يذكر بتكتيكات الكرملين في روسيا، وفي خطوة أثارت انتقادات واسعة، داهمت الشرطة مكاتب أحزاب المعارضة واعتقلت قادتها، بمن فيهم زعيم المعارضة نيكا غفاراميا، الذي تعرض للضرب قبل اعتقاله.
تصعيد دولي
نددت الولايات المتحدة ودول أخرى بالعنف غير المبرر الذي واجهت به السلطات المحتجين، كما حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من إمكانية فرض عقوبات إضافية على الحكومة الجورجية.
من جهته، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة مصورة، الحكومة الجورجية، متهمًا إياها بـ"تسليم البلاد إلى بوتين"، وسط مخاوف من تحول جورجيا نحو نهج استبدادي يعيدها إلى النفوذ الروسي.
انقسامات داخلية واستقالات
على الصعيد الداخلي، قدم عدد من السفراء ونائب وزير الخارجية استقالاتهم احتجاجًا على تعليق محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي، كما استقال مسؤول بارز في وزارة الداخلية تضامنًا مع المحتجين، مشيرًا إلى دعمه جهود الشعب في تحقيق تطلعاته الأوروبية.
يأتي التصعيد الحالي في ظل تزايد الاستقطاب السياسي في البلاد، حيث يدعم نحو 80% من السكان الانضمام للاتحاد الأوروبي، ويرى مراقبون أن الاحتجاجات الحالية قد تشكل منعطفًا في تاريخ جورجيا، مشبهين إياها بثورة أوكرانيا عام 2014، مما يضع البلاد أمام تحديات مصيرية إما نحو الإصلاح أو الاستبداد.